كيف نتغلب على ضعف الشخصية .. ؟؟
ضعف الشخصية أمر بات يرافق العديد من الشباب و الفتايات وهو وإن كان له خطورته إلا أنه في نفس
الوقت له علاجه إذا عزم الشاب والفتاة على ذلك ، وسلكا الطرق الموصلة إليه.
إن الناس بطبعهم لا يحبون ضعيف الشخصية، ذاك الرجل المذبذب أو المرأة المذبذبة .
يجدان صعوبة في اتخاذ القرار ولا مواجهة الآخرين ، ولا يجيدان التعبير عن آرائها والدفاع عنه ، ولا يحسنان التصرف في
الأزمات والأمور الصعبة.
لذا كانت معالجة ضعف الشخصية أمرا له أهميته ومكانته ، وجدير بالشباب او الفتاة العناية به ، على أنه
لا بد للشاب او الفتاة من الواقعية وعدم الوهم ، فإن الكثيرين يعتقدون في أنفسهم ضعف الشخصية،
خاصة إذا لم يمكنهم الحصول على مطلب معين أو تحقيق مقصد سعو إليه ، وهذه مبالغة منهم وتحقير
لأنفسهم ، وربما أدى بهم هذا الوهم إلى أمراض أخرى تحتاج إلى معالجة ، ولا بد من التنبه إلى أن
الشخص قد يكون قوي الشخصية في موقف أو مكان ما ، ولا يتوفر له ذلك في موقف أو مكان آخر ،
فالأمر إذاً نسبي ، وليس هناك حد معين لضعف الشخصية ، إلا أن هناك مظاهر معينة وعلامات تدل على
خلل في الشخصية ينبغي معالجته.
من مظاهر ضعف الشخصية :
1- عدم القدرة على اتخاذ أي قرار حتى في الأمور الشخصية.
2- الخوف والخجل من الكلام أما الآخرين أو محادثتهم.
3- عدم التحكم في العواطف والمشاعر. بل ينجرف وراءها دون معرفة بعواقبها.
4- التبعية للأقوى في الرأي والفكر والحركات وغيرها .
5- كثرة الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أبسط الأمور.
6- تقليد الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم بل حتى وآرائهم وأخلاقهم.
هذه بعض مظاهر ضعف الشخصية والتي هي في الحقيقة نتاج كلي لعوامل ذاتية وأسرية وبيئية
متداخلة ومتراكمة على مر السنين ، فهي ليست وليدة يوم وليلة وإنما هي حصاد سنوات مضت كان لها
أثر في تكوين شخصية معينة لكل منا.
وعموما فإن تعرض الشخص لأسلوب تربية خاطئ من قبل الوالدين أو من يقوم مقامهما له أثر في ذلك ،
فالدلال الزائد الذي يعدم الشخص تعلم الاعتماد على نفسه فيما يستطيعه من أمور ، والخوف الزائد عليه
وكذلك الشدة الزائدة عليه في التربية بحيث لا يعطى فرصة التعبير عن رأيه وتوضيح ما يجول في خاطره ،
كل هذا له أثاره السيئة والمنتهية بضعف شخصيته ، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي قد تكون
سببا في ذلك مثل الخجل أو الخوف أو نحو ذلك .
البداية تكون بصحة التشخيص :
وعلى الشاب او الفتاة الذين يعانيان من ضعف الشخصية أن يحددا السبب في هذا الأمر حتى يستطيعا
معالجتة ، فإن كان خجلا حاولا التخلص منه ، وإن كان خوفا سعيا لإزالته ، وهكذا
بالإضافة إلى الأمور العامة التي تساعد في التخلص من هذه المشكلة ومنها:
أولا: كثرة القراءة والمطالعة ، خاصة لأولئك الأشخاص الذين تميزوا بقوة الشخصية والتأثير على
الآخرين ، وأولهم وأعلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته ، وهكذا فإن كثرة القراءة في سير
هؤلاء سيثير في نفس الشاب او الفتاه الحماس للتخلص مما هما فيه.
ولا ننسا مع ذلك القراءة في الكتب الحديث المهتمة ببناء شخصية الإنسان ، فهي تساعد الشباب او
الفتاة على كيفية التعامل مع الآخرين وكيفية اتخاذ القرار وعوامل إقناع الناس وغير ذلك، فإن هذه
القراءة المتنوعة ومحاولة التطبيق ستؤدي إلى نتائج إيجابية ناجحة ان شاء الله .
ثانيا : التعرف على نقاط الضعف لدى الشاب او الفتاة ومحاولة معالجتها والتخلص منها تدريجيا ، فمثلا إذا
كان احدهما يعاني من عدم القدرة على الدفاع عن الرأي فيحاولا تدريب نفسيهما على الدفاع عن الرأي،
وذلك يأتى بالتمعن في الموضوع الذي يريدان طرحه وإقناع الناس به ، وتأمله من جوانبه المتعددة
ومعرفة سلبياته ومآخذ الناس عليه ، وبالتالي استحضار الرد عليها ، وشيئا فشيئا سنصل إلى قدر جيد
من إقناع الآخرين أو على الأقل أن تجعل رأيك محل نظر واهتمام.
ثالثا : لا بد أن ينمي الشاب او الفتاة العديد من المهارات التي تعينهما على تقديم نفسيهما بشكل أفضل
أمام الآخرين ، فإنه على قدر ما نتقن من مهارات أيا كانت هذه المهارات ستكون لنا منزلةعند الناس .
رابعا : بذل الجهد الواسع للإجادة فيما يسند إلينا من أعمال ، حتى ولو لم تكن واجبة علينا ، فإن كثرة
مزاولة الأعمال المختلفة والمتنوعة سيولد لنا خبرات وتعاملات نستطيع من خلالها مواجهة الآخرين
ومعرفة الطرق النافعة في ذلك .
خامسا : لا بد من تحديد الهدف في هذه الحياة بوضوح تام حتى نتستطيع بناء علاقات مناسبة مع أناس
يسعون لتحقيق تلك الأهداف.
سادسا : المشاركه فيما نستطيع من الأنشطة العامة والخاصة العائلية وغيره ا، فإن المشاركة في مثل
هذه الأنشطة تعطي الإنسان مزيدا من الخبرات يستطيع من خلالها مواجهة الآخرين .
سابعا : محاولة التحدث مع أقرب الناس إلينا سواء من أقاربنا أو أصدقائنا ، ثم نتجاوز ذلك إلى غيره،
المهم في كل ذلك محاولة الاستفادة من المواقف التي نتعرض لها ، ونرقى بعد ذلك إلى الحديث أمام
المجموعات شيئا فشيئا حتى نصل .
ثامنا: يجب ان نتوقع الفشل ونضعه في حسابنا ، ونحول الخوف منه إلى استفادة ، بحيث تتجنب الوقوع
فيه في المستقبل .
وأخيرا ُ اقول :
يجب ان لانيأس من تكرار المحاولة مرة بعد مره .
اتمنى للجميع الاستفاده من هذا .. ودمتم بخير
www.a7la2009.c.la